احتباس البول ( الأعراض و الأسباب و طرق العلاج )
احتباس البول هو عدم القدرة علي إفراغ المثانة بشكل كامل أثناء عملية التبول، ويمكن أن يحدث احتباس البول بشكل مفاجئ أو بشكل تدريجي، وعندما يكون بشكل مفاجئ يفقد المريض القدرة علي التبول تماما لدرجة تجعل تكدس البول داخل المثانة أمر لا يمكن احتماله ، أما عندما تكون الأعراض بشكل تدريجي فتظهر أعراض مثل فقدان التحكم في المثانة وطريقة إفراغها للبول إذ تظهر علامات السلس البولي بالإضافة إلي مغص بالجزء السفلي من البطن مصحوبة أحيانا بعدوي بكتيرية تصيب المسالك البولية.
احتباس البول يمكن أن يصيب كلا من الرجال و النساء ، لكن يحدث للرجال أكثر من النساء وخاصة مع تقدم العمر ، في الواقع أثبتت الدراسات أن احتباس البول اكثر شيوعا بعشرة أضعاف عند الرجال عن النساء ، عند الرجال في سن ما بين 40 – 83 عاما يمكن أن يعاني حوالي 4 – 7 أشخاص من كل 1000 شخص ، بعد سن الـ 80 يعاني حوالي 90% من الرجال .
أعراض احتباس البول المزمن
أعراض احتباس البول المزمن قد لا تظهر بوضوح في البداية وإنما قد تتطور إلي الآتي
- الحاجة الملحة إلي التبول المتكرر لأكثر من 8 مرات في اليوم.
- صعوبة في بداية التبول.
- التبول المتقطع مع ضعف في عملية التبول.
- الإحساس بالتبول الدائم حتي بعد الانتهاء من التبول.
- الاضطرار إلي الصحيان من النوم بسبب الحاجة إلي التبول.
- حدوث تنقيط من فتحة التبول أثناء اليوم.
- الشعور المفاجئ بامتلاء المثانة.
- شعور قوي مفاجئ بالتبول في ذات الوقت.
أعراض احتباس البول الحاد ( المفاجئ )
احتباس البول المفاجئ مهدد للحياة ويجب توخي الحذر عند الشعور بأعراضه، إذا شعرت بالحاجة الملحة للتبول ولكن لا يخرج البول بتاتا بالرغم من الآم البطن و المغص الشديدين، قد تستمر هذه الأعراض لعدة أيام ولكن حذار التهاون مع هذه الأعراض فأقل ما يمكن أن يصيبك إن تهاونت بهذه الأعراض هو فشل تام في احدي الكليتين أو كلاهما.
أسباب احتباس البول المزمن
- انسداد في الحالب، يمكن أن يحدث الانسداد في الحالب نتيجة تكون حصوة في الحالب أو حصوة في الكلي ، أو تضخم البروستاتا الحميد.
- مشكلة في الأعصاب، تجعل المخ غير قادر علي التحكم في عملية التبول.
- بعض الأدوية قد تسبب ضعف في المثانة مما يضعف عملية نزول البول منها.
- بعض العمليات الجراحية في الحالب أو المثانة.
- حصوات داخل المثانة.
- الإصابة بالإمساك لفترة طويلة.
- السكري.
- كدمات أو مشاكل بالحبل الشوكي.
- التسمم ببعض المواد مثل الزئبق أو الرصاص أو الزرنيخ.
كيفية حدوث احتباس البول
الجهاز البولي يتكون من الكليتين يخرج من كل منهما مجري يسمي بـ الحالب ، كل حالب من الأثنين متصل بالجزء العلوي من المثانة ليمر البول من الكليتين إلي الحالبين ثم إلي المثانة ، تتصل المثانة بقناة مجري البول ليسير بداخلها البول حتي يخرج خارج الجسم.
عند الرجال يوجد عضو إضافي يسمي البروستاتا ، كما توجد عضلات تربط بين المثانة و مجري البول ( عضلات عنق المثانة ) و يوجد نوعان من هذه العضلات العضلات الداخلية و العضلات الخارجية وتتكون كل منها من نوع مختلف من العضلات فيمكن أن نتحكم في العضلات الخارجية ولكن يمكننا التحكم في العضلات الداخلية لعنق المثانة ، تستطيع هذه العضلات أن تتحكم في غلق و فتح المثانة بحيث تسمح للبول بالمرور أو عدم المرور حسب الحاجة ، في الرجال تحيط البروستاتا بمجري البول ، وعند التبول تبدأ المثانة بالضغط بالداخل لدفع البول إلي الخارج و في نفس الوقت يخبر الجهاز العصبي عضلات عنق المثانة بأن ترتخي لتسمح بمرور البول من خلال مجري البول ، أي مشكلة في ترتيب هذه الأحداث يمكن أن يؤدي إلي احتباس في البول.
يمكن للبروستاتا عند الرجال أن تتضخم مما يؤدي إلي اختناق في مجري البول مما يؤدي إلي احتباس البول كما أن يمكن لبعض الأورام السرطانية ان تتكوت داخل المسالك أن تؤدي إلي احتباس في البول.
أدوية تسبب احتباس البول
بعض الأدوية تسبب ضعف في عضلة المثانة مما يؤثر بالسلب علي قدرتها علي الضغط لتخرج البول إلي المجري و بعض الأدوية تسبب زيادة في انقباض عضلة المثانة الداخلية ( التي لا يمكن التحكم فيها ) ، إليك بعض الأدوية منها
- مضادات الهيستامين ، تستخدم مضادات الهيستامين للتقليل من أعراض الحساسية بالجلد أو الصدر ، و الاستخدام المفرط فيها قد يؤدي إلي ارتخاء عضلة المثانة.
- بعض الأدوية التي تعالج الشلل الرعاش ، ذلك النوع من الأدوية قد يؤثر علي استجابة المخ لبعض الإشارات العصبية كتلك التي تأتي من المثانة مما يؤدي إلي مشاكل في التبول.
- مضادات الكولين ، هذه الأدوية تعالج السلس البولي ، بعض الأشخاص الذين يعانون من السلس البولي ويستخدمون مضادات الكولين قد يؤدي إلي استخدامها المفرط إلي ارتخاء في عضلة المثانة و انقباض في عضلة عنق المثانة الداخلية مما يسبب احتباس البول.
- باسط العضلات ، قد يلجأ أي منا إلي استخدام باسط العضلات ، وعندما يقوم بوظيفته فهو يؤدي أيضا إلي انبساط و ارتخاء في عضلة المثانة مما يؤدي إلي احتباس البول.
- بعض أدوية مضادات الالتهابات و المسكنات.
- بعض الأدوية النفسية.
- بعض الأدوية المخدرة.
احتباس البول عند الرجال
50% من حالات احتباس البول عند الرجال بسبب غدة البروستاتا ، ولأن البروستاتا تحيط بـ مجري البول فإن أي نمو مفرط فيها ( سواء سرطاني أو غير سرطاني ) قد إلي تضييق في مجري البول ، معظم الرجال يعانون بشكل أو باخر من تضخم البروستاتا الحميد تزداد نسبة الاصابة كلما تقدمنا بالعمر ، لدرجة انه علي سن الثمانون نجد أن 90% من الرجال يعانون من تضخم البروستاتا الحميد.
أسباب احتباس البول عند الرجال
- تضخم البروستاتا الحميد ، و هو نمو حميد لخلايا البروستاتا نتيجة للتغير التركيب الهرموني عند الرجال بمرور الوقت .
- سرطان البروستاتا
- عمليات جراحية سابقة بالقضيب مما أدت إلي تضييق مجري البول.
- الغرلة ، الرجال الغير مختونين قد يعانون من احتباس البول.
- أحيانا الزائدة الجلدية للرجال الغير مختونين تتسبب في انسداد فتحة القضيب مما يؤدي إلي احتباس البول.
- تضيق اللحم ، عند الأطفال حديثي الختان قد يتسبب البول ببعض الالتهابات في القضيب مما قد يتسبب في انسداد مجري البول عند الأطفال.
- العدوي و الالتهابات ، قد يحدث التهابات الحالبان ( urethritis ) أو التهابات بالبروستاتا ( Prostatitis ) أو التهابات في الزائدة الجلدية للرجال الغير مختونين ( Balanitis ).
- كدمات و إصابات بالعضو الذكري ( قطع العضو الذكري مثلا ) قد يؤدي هذا إلي تورم في اعلي نقطة به مما يؤدي إلي انسداد مجري البول.
أسباب احتباس البول عند النساء
احتباس البول أقل شيوعا عند النساء ، لكن هذا لا يمنع وجود حالات معروفة عند النساء تتسبب في احتباس البول
- يمكن أن يحدث انسداد في المسالك البولية عن طريق نمو بعض الكتل السرطانية به.
- فتق المثانة ، يحدث عندما تتحرك المثانة ناحية الخلف مسببة ضغط علي جدران المهبل .
- فتق المستقيم ، يحدث عندما يمتد المستقيم ناحية جدار الرحم مما يسبب احتباس في البول.
- التدلي ، عندما يتحرك الرحم من موضعه الطبيعي إلي اسفل .
- بعض العدوي البكتيرية في الفتحة الأمامية من المهبل يؤدي الي انسداد مجري البول.
تشخيص احتباس البول
في بعض الأحيان قد يحتاج الطبيب إلي معلومات اكثر عن حالة المريض مما قد يضطره إلي عمل الفحوصات الآتية
- تحليل بول و دم
- قياس حجم البول المتبقي داخل المثانة بعد عملية التبول ( post-void residual ).
- منظار المثانة.
- أشعة فوق صوتية.
- اختبار ديناميكية التبول.
- تخطيط كهربائية العضل.
علاج احتباس البول الحاد
في حالة الانسداد الحاد في مجري البول ، يعتبر المريض كحالة طارئة ، ويجب علي الطبيب فورا بوضع قسطرة بولية داخل القضيب لتصل إلي المثانة البولية ، فكرة عمل القسطرة هي أنها عبارة عن أنبوب مطاطي مجوف يدخل إلي المثانة ليسمح بمرور البول من خلاله دون أي عائق ، وهذه تعتبر أسرع طريقه لعلاج الاحتباس بشكل مؤقت حتي يتمكن الطبيب من عمل باقي الفحوصات و التحاليل ليعرف سبب الاحتباس.
في حالة عدم عمل القسطرة البولية بشكل صحيح أو عدم تمكن الطبيب من استخدام القسطرة البولية ، يتم استخدام نوع أخر من القساطر و هو القسطرة فوق العانية ( suprapubic catheter ) ، يتم ثقب البطن أمام المثانة مباشرة ويثقب أيضا جدار المثانة ثم يتم إدخال القسطرة مباشرة إلي المثانة للتخلص من البول الحبيس , ربما يضطر الطبيب إلي استخدام المخدرات الموضعية ، حيث عملية إدخال القسطرة إلي المثانة مؤلمة للغاية في الطريقتين ، تنقذ القسطرة المريض من موت محقق وتعطي الطبيب الوقت الكافي لتشخيص سبب الانسداد.
علاج احتباس البول المزمن
يتم علاج الاحتباس المزمن فقط في حالة أن أعراضه تؤثر علي سير حياتك بشكل طبيعي وهذا المعيار يسمي بـ معيار جودة الحياة ( Quality Of Life ) أو يمكن أن يؤدي إلي مضاعفات.
القسطرة و الدعامات
عادة تستخدم القساطر في حالة الاحتباس المزمن ، لكن لا يمكن للقسطرة أن تظل فترة طويلة لأنها قد تؤدي إلي حدوث إصابة بكتيرية وبالتالي يؤدي إلي بعض المضاعفات ، لذا يجب علي المرافقين و المرضي تعلم كيفية إدخال القسطرة بأنفسهم وذلك عدة مرات في اليوم للتقليل من فرصة الإصابة بالعدوي البكتيرية .
في حالة ضيق قناة مجري البول بسبب وجود بعض أثار لعمليات جراحية سابقة يستخدم الطبيب دعامة لجعل الحالب أو قناة مجري البول منفتحة دائما ، هذه الدعامات عند فتحها داخل المريض تتسع داخل فناة مجري البول و من قم تسمح بمرور البول بشكل اكثر سلاسة ، قد تظل الدعامة داخل قناة مجري البول أو الحالب دون الحاجة إلي إزالتها .
منظار المثانة
عبارة عن أنبوب مرن مضيء من الداخل يمكن إدخاله في قناة مجري البول وصولا إلي المثانة و هو مزود بكاميرا تجعل الطبيب قادرا علي رؤية الأشياء الغربية داخل المثانة بوضوح و تمكنه من إزالتها أيضا مثل الحصوات .
أدوية احتباس البول
- مضادات حيوية ، يصف الطبيب المضادات الحيوية إذا كانت هناك التهابات أدت إلي احتباس البول مثل التهاب البروستاتا أو التهاب المثانة .
- أدوية تساعد علي إرتخاء عضلة عنق المثانة لتتمكن من عبور البول بشكل سلس و سهل ، كما أنها تعمل علي إرتخاء عضلة غدة البروستاتا لتؤدي إلي نفس النتيجة .
- أدوية تؤدي إلي صغر حجم البروستاتا أو توقف نموها .
العلاج السلوكي
- يجب أن تتحكم في كمية السوائل التي تتناولها و أوقات تناولها ، هذه يجعل المثانة أقل عرضة إلي تخزين كميات كبيرة من البول.
- هناك تمارين لتقوية عضلة المثانة مما يجعل ضغطها علي البول يعمل بشكل أكثر كفاءة .
- تقوية عضلات الحوض .
التدخل الجراحي
يستخدم التدخل الجراحي إذا لم تفلح الأدوية في ذلك ، عندئذ التدخل الجراحي يمكن ان يكون خيار امام الطبيب ، في الرجال معظم التدخلات الجراحية تتم بواسطة إدخال معدات جراحية صغيرة جدا عبر قناة مجري البول ، تتصل هذه المعدات بالليزر الذي يعمل علي قطع أو تفتيت الجزء المتسبب في الاحتباس ، هذه الإجراءات لا تضطر المريض إلي الحجز بالمستشفي لأنها لا تسبب جروح قوية ، فيمكن للمريض أن ينصرف في نفس اليوم .
و من ضمن هذه الإجراءات ما يسمي بـ ( transurethral resection of the prostate ) يتم اقتطاع جزء من البروستاتا عن طريق ابرة ساخنة يتم بها كي الأجزاء الزائدة من البروستاتا و يتم إدخال هذه الإبرة بمساعدة منظار المثانة .
استئصال البروستاتا
إذا كانت البروستاتا كبيرة بشكل كافي لدرجة تجعل استئصال جزء منها لم يقم بالتأثير المطلوب.
تدخلات جراحية معقدة
- إزالة ورم سرطاني من البروستاتا.
- إذالة الرحم المتضخم بشكل غير طبيعي.
- إصلاح فتق المثانة أو فتق المستقيم و إعادتهم إلي وضعهم الطبيعي.
- إزالة التورمات السرطانية من المثانة أو المستقيم .
إفراغ المثانة بشكل مفاجئ يجعل الجسم إلي إنتاج كميات كبيرة من البول ، حسب الإحصائيات هذه الفعل يمتد إلي 24 ساعة فقط ، إذا امتد لأكثر من ذلك قد يتسبب في انخفاض ضغط الدم نتيجة لفقدان كميات كبيرة من السوائل ، مما يضطر الطبيب إلي متابعة ضغط الدم باستمرار .
المراجع
